لا تتوقعوا هدوءاً، فـ"ترمب" لدينا. يوم أمس كان مزدحماً بالأحداث والكلمات والاتفاقيات. وستتواصل هذه الوتيرة اليوم مع انعقاد القمة الخليجية - الأميركية، التي تجمع الرئيس الأميركي بقادة الخليج. وعقب ذلك يغادر ترمب إلى قطر ضمن جولته الخليجية التي تشمل أيضاً الإمارات. ومن المقرر أن يلتقي مساءً أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. (ترمب أعلن رسمياً قبوله طائرة فاخرة من طراز "بوينغ 747-8" العملاقة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية).

زيارة ترمب إلى المنطقة التي بدأت أمس فتحت أبواب الذكاء الاصطناعي أمام الخليج.. لا تستهينوا بالأمر، فالولايات المتحدة تعتبر الآن الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والرقائق أمناً قومياً، وتتحدث عن "الاستخدام السلمي" له كما الحال بالنسبة للمفاعلات النووية التي لم يتم التطرق لها أمس. ومن أبرز الاتفاقيات:

• صفقة إنفيديا مع "هيوماين" (Humain) السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة: ستتلقى "هيوماين" مئات آلاف الشرائح من إنفيديا خلال 5 سنوات. تبدأ بـ18,000 شريحة GB300 وشبكات InfiniBand.
• مشروع بين "هيوماين" وAMD بقيمة 10 مليارات دولار: يستهدف توفير شرائح وبرمجيات لمراكز بيانات بين السعودية والولايات المتحدة.
• شراكة "هيوماين" وGlobal AI الأميركية: بناء مركز بيانات في نيويورك باستخدام شرائح إنفيديا.
• أمازون و"هيوماين": استثمار بأكثر من 5 مليارات دولار لإنشاء "منطقة ذكاء اصطناعي" في السعودية. ويتضمن تطوير سوق لعوامل ذكاء اصطناعي للحكومة السعودية باستخدام خدمات الحوسبة السحابية التابعة لأمازون (AWS).
• "سيسكو" (Cisco Systems) تعمل مع "هيوماين" على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وستمدد شراكتها مع شركة G42 الإماراتية.
• صندوق رأس مال جريء جديد: STV السعودية تطلق صندوق ذكاء اصطناعي بـ100 مليون دولار بدعم من Google. يستهدف الصندوق الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
• أعلنت شركة أرامكو الرقمية وشركة كوالكوم تكنولوجيز عن نيتهما للدخول في تعاون استراتيجي يهدف إلى تطوير ونشر وتسويق أحدث تقنيات وحلول إنترنت الأشياء الصناعية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

صفقات إماراتية في الطريق:

• الإمارات تجري مناقشة اتفاق لتوريد أكثر من مليون شريحة إنفيديا متقدمة حتى عام 2027.
• سيتم استيراد 500 ألف شريحة سنوياً، 20% لـG42 الإماراتية، والباقي لمراكز بيانات أميركية في الخليج.
• تدرس شركة OpenAI بناء سعة جديدة لمركز بيانات في الإمارات العربية المتحدة. وقد يُعلن عن الصفقة، التي لم تُحسم بعد، بالتزامن مع زيارة ترمب للإمارات يوم الخميس.
• يزور سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، المنطقة أيضاً ضمن جولة أوسع نطاقاً لقادة التكنولوجيا.

نتائج أوسع لزيارة ترمب:

• حصلت الولايات المتحدة على تعهدات استثمارية من السعودية بقيمة 600 مليار دولار خلال القمة السعودية - الأميركية التي عقدت أمس. وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اعتزامه رفع هذه الاستثمارات إلى تريليون دولار.
• تخطط شركة أرامكو السعودية لإنفاق 3.4 مليارات دولار بمصفاة "موتيفا" في تكساس. وتخطط أيضاً لتوسيع أعمالها في مجال الغاز الطبيعي المُسال في الولايات المتحدة. ووقّعت بالفعل اتفاقيتين لمدة 20 عاماً لتوريد الغاز الطبيعي المُسال من منشآت مُنفصلة في تكساس. أرامكو تسعى للحصول على 7.5 ملايين طن سنوياً من مشاريعها الدولية بحلول 2030.

وعلى ما يبدو أن الصين اتخذت خطوات استباقية ورفعت الحظر عن تسلم طائرات "بوينغ" قبل البحث عن آخرين متأهبين لشراء هذه الطائرات:

• أمس، وقّعت شركة "أفيليس" (AviLease)، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، صفقة شراء 30 طائرة "بوينغ" طراز "8-737". تُمثل الصفقة أول طلب شراء مباشر من قِبل الشركة السعودية من مصنّعي الطائرات.
• كانت مجموعة من الطائرات قد أُعيدت إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن رفضتها شركات صينية.
• حذرت "بوينغ" من أنها مستعدة للبحث عن مشترين بدلاء للطائرات المخصصة للصين، والتي لم تُسلم بعد.
• أدى احتمال توفر طائرات جديدة من طراز "737 ماكس" إلى إثارة اهتمام في أسواق مثل الهند وماليزيا والسعودية، إذ سعت شركات الطيران هناك للاستفادة من الوضع القائم.

وعلى صعيد الدولتين، السعودية وأميركا، فوقعا أمس عدداً من الاتفاقيات في مجال الطاقة وتحديث وتطوير قدرات القوات المسلحة في المملكة. اضغط هنا للتعرف على الاتفاقيات الموقعة أمس.

المكاسب ليست سعودية فقط:

• أعلن ترمب عن عزمه "رفع كل العقوبات عن سوريا"، بعد محادثات مع ولي العهد السعودي. (اقرأ المزيد)
• تتصدر السعودية الدول المطالبة بإسقاط العقوبات التي فُرضت على سوريا منذ العام 2011، حتى يمكن ترميم الاقتصاد السوري المتداعي جراء الحرب.
• سددت المملكة مع قطر متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والبالغة حوالي 15 مليون دولار. 

لكن التقارب مع واشنطن لم يمنع الرياض من النظر إلى الشرق الأقصى، حيث كانت بكين تُعد مائدة اتفاقيات دسمة. ففي اليوم ذاته الذي حطت فيه طائرة بايدن في المملكة، كانت السعودية توقّع 57 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع الصين، شملت 36 جهة وشركة، وبلغت قيمتها أكثر من 14 مليار ريال (3.7 مليارات دولار). من بينها 26 اتفاقية تصدير مباشر إلى الصين. الاتفاقيات غطت قطاعات الزراعة والمياه والبيئة، وأتت ضمن أعمال المنتدى السعودي - الصيني لتصدير المنتجات واستدامة القطاع الزراعي، الذي استضافته بكين.

من أبرز ما نترقبه اليوم:

• تُصدر منظمة أوبك تقريرها الشهري حول أسواق النفط، متضمناً تحليلات حول تطورات الاقتصاد العالمي، وأسعار النفط، ومستويات العرض والطلب، والمخزونات من الخام والمنتجات النفطية.
• واشنطن: الإعلان عن معدل تغيرات مخزونات النفط الخام الأميركية وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
• واشنطن: نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، يتحدث عن التوقعات الاقتصادية قبل المؤتمر السنوي الافتراضي لمديري ومستشاري المنطقة الثانية.
• تعقد قمة اقتصاد الشرق الأوسط تحت شعار "جسر القطاعات، وبناء النمو الاقتصادي". تجمع القمة أكثر من 1,500 مشارك من صناع القرار الإقليميين والدوليين وخبراء في مجالات الاقتصاد، والتمويل، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، والاستدامة، والعقارات، والسياحة، والرعاية الصحية، والتنقل. من بين المتحدثين: عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، محمود محيي الدين، المدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي.

وتتابعون على شاشة الشرق مع بلومبرغ اليوم لقاءات حصرية، منها لقاء مع "سونيل كومار" الرئيس التنفيذي لشركة سبينس، وعادل سالم الواحدي الرئيس المالي التنفيذي لشركة تبريد، وإبراهيم سرحان رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لـ"إي فاينانس" المصرية، ومارتين بلانكين الرئيس التنفيذي لمجموعة نيو للفضاء.(البث المباشر)